نظم المرصد المغربي للصورة والوسائط، يوم السبت (26 أكتوبر الجاري)، يوما سينمائيا خاصا بالفيلم القصير، بقاعة العروض والندوات التابعة لمدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة،وذلك تحت عنوان : ” الفيلم القصير كرؤية للعالم “وتضمن برنامج اليوم الخاص، عرضا سينمائيا لفلميين مغربيين قصيرين : ” فوهة ” للمخرج عمر مولدويرة و ” ألوان الصمت ” للمخرجة أسماء المدير ، وهي أفلام سبق لها أن عرضت في العديد من التظاهرات السينمائية داخل المغرب وخارجه وحصلت على مجموعة من الجوائز .كما واكب عرض تلك الافلام تنظيم ندوة حول الفيلم القصير ،شارك في تنشيطها ،”"عز الدين الوافي” رئيس المرصد المغربي للصورة والوسائط.و”أحمد الدافري” رئيس الجمعية المغربية لنقاد السمعي البصري، بالإضافة الى “خليل الدامون” رئيس الجمعية المغربية لنقاد السينما. وقد استحسن الحاضرون هذه المبادرة من المرصد الوطني ،كما تابعوا باهتمام بالغ المداخلات التي تلت عرض الفيلمين،والتي حاولت الوقوف عند خصوصية التجربة الابداعية للفيلم القصير :هكذا ركز الاستاذ خليل الدامون على مواصفات الفيلم القصير من حيث المتطلبات الماديةو التقنيات المستعملة فيه ،وذلك في مقارنة مع الفيلم الطويل،مع تاكيده على ان قياس تطور الابداع السينيمائي في أي بلد ما يستند بالاساس الى عدد انتاجات الافلام القصيرة في السنة ،وهذا مايدل على الحضور القوي للفيلم القصير في الدول الرائدة في المجال السينيمائي . اما مداخلة الاستاذ الدافري فقد اتجهت الى الوقوف عند الصور الابداعية المتضمنة في الفيلم القصير ،من منطلق اعتباره تعبيرا عن الحياة في جريانها العفوي المليء بالاحاسيس المكثفة على نحو قوي يجد تأثيره الفوري لدى المتلقي ،مبينا كيف يعمل الفيلم القصير على تحريك قوى العقل والاحساس و الروح لدى المتلقي بدعوته المفتوحة لممارسة التفكير بدل المتابعة الموضوعية لنظام الحكاية . اما الاستاذ عزالدين الوافي فقد عنون مداخلته ب:"الرؤية و الرؤيا" موضحا كيف يعبر الفيلم القصير عن رؤى العالم و الواقع ،والتي تتجاوز التقنيات و الادوات المستعملة لتصبح معبرة و حاملة لرؤية خاصة للواقع ،قد تفصح عن نفسها من خلال حركات التصوير و مشاهد التعبير و زوايا المعالجة السينيمائية بشكل عام .ان هذه الاختيارات هي في نظر المحاضر تعبير إيديولوجي و فكري و جمالي و فني لايقف عند الحدود الموضوعية بل يستدخل ذات المخرج التي تعبر عن كينونتها الوجودية في صورة رؤية خاصة تختلف مع رؤى اخرى للواقع.
تعليقات:
